مع الدقائق الأولى لعام 2011 أسكت صوت الانفجارات أمام كنيسة القديسين في الإسكندرية أصوات أجراس الكنائس وتراتيل الصلاة، وحلت مشاعر الرعب والفزع محل البهجة والفرح بحلول العام الجديد، وتحولت عبارات التهاني والتمنيات بأحوال أفضل إلى عبارات التعازي والأسى.
ومن الطبيعي أن يفشل هذا النظام ـ الذي ينفق على الأمن أضعاف ما ينفق على الصحة والتعليم والمرافق ـ في حماية الأقباط، لأن المليارات التي تُنفق على أجهزة الأمن، يجري توجيهها نحو حماية نظام مبارك الفاسد والمستبد، بدلاً من حماية الشعب.
ولا يمكننا أن نتجاهل أن حادث الاسكندرية له دلالات خطيرة، حيث يشير إلى ظهور بُعد جديد للفتنة في مصر، يتمثل في انخراط أطراف خارجية، تعادي أقسامًا من الجماهير، لا لشيء سوى الاختلاف في الدين أو المذهب. ويعيد هذا الحادث إلى الأذهان ما يحدث كل يوم ضد المسيحيين والشيعة في العراق. كما تهدد هذه الجريمة بنشوب دوامة جديدة من الصدام الطائفي، لا يعلم أحد ما الذي سوف تصل إليه، لكن الأكيد أن المستفيد الأكبر منها هو نظام مبارك المستبد وحلفاؤه في الداخل والخارج.
ها هي جريمة الاسكندرية تأتي للنظام على طبق من فضة. ففي وقت تزداد فيه حدة الانتقادات لجريمة تزوير الانتخابات، ويجري فيه تسليط الضوء على فساد نظام مبارك واستبداده، فسوف يسعى هذا النظام إلى استغلال هذا الحادث في تحويل الدفة لصالحه، من ناحية بدعوى انه حامي حمى الاستقرار والوحدة الوطنية المُهدَدة من جانب الارهاب، ومن ناحية أخرى بدق إسفين بين ضحاياه من المسلمين والمسيحيين، لتتحول المعركة من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية ووقف الاضطهاد، إلى معركة بينهم وبين بعضهم البعض على أساس طائفي.
إن المناخ الطائفي العام الذي يعم مصر وتزداد حدته يوما بعد يوم، وينفجر بوتيرة متسارعة هنا وهناك في شكل أحداث فتنة صغيرة وكبيرة، هو المسئول الأول عن جريمة الاسكندرية، هذا المناخ خلقه بالأساس النظام الحاكم كأحد أدواته لمنع الوحدة بين ضحاياه من فقراء مصر –مسلمين ومسيحيين- في مواجهة جرائمه التي تنال منهم ومن حياتهم كل يوم .
لذلك فمعركة النضال من أجل حرية الأقباط ليست ضد المسلمين، إنها ضد هذا النظام، كما انها ليست معركة الأقباط وحدهم، إنها معركة كل المضطهدين في هذا البلد: العمال (أقباط ومسلمون) الذين يحصلون على الفتات، أو يُفصَلون من أعمالهم، والفلاحون (أقباط ومسلمين) الذين يطردون من أراضهم، وسكان المناطق الفقيرة (أقباط ومسلمين) الذين تنهار عليهم كل يوم منازلهم فيموت منهم من يموت ويُشرد من يُشرد، وغيرهم الكثيرون من فقراء وكادحي مصر (أقباط ومسلمين)، ممن يستغلهم عدو واحد، ويزرع الفتن بينهم عدو واحد، ويستحق القاومة عدو واحد، هو نظام مبارك وطبقته الحاكمة.
لذلك فقد أصبح على رأس أولويات القوى المطالبة بالديمقراطية الدفاع عن الأقباط ضد التمييز الذي يمارسه النظام والعنف الذي تمارسه وتحرض عليه الجماعات الإرهابية والرجعية، ويساهم فيه النظام بالتقاعس عن حماية الأقباط واللعب على مشاعر التعصب الطائفي.
تيار التجديد الاشتراكي
أول يناير 2011
لو كان المقصود بهذا العمل الاجرامى حدوث فتنة طائفية فمدينة الاسكندرية هى المكان الخطأ و أنما المكان الصحيح هو كنائس الصعيد .
و لو كان المقصود مكان سهل و يمكن السيطرة عليه و احتواءه بسرعة فمدينة الاسكندرية هى المكان المناسب و الصحيح .
فتش عن امن الدولة فى كل الاحداث الطائفية فى مصر و خصوصا لكى ينشغل المواطن عما تفعله العصابة الحاكمة ، ثم الموساد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق