يعلن مطلقو هذا البيان من يساريين مصريين من مختلف الاتجاهات عن دعمهم لمحاولة الدكتور محمد البرادعى خوض الإنتخابات الرئاسية المقبلة وما يرتبط بهذه المحاولة من نضال جماهيرى هادف لتعديل الدستور بما يمكّن الدكتور البرادعى من الترشح الفعلى ويوفر ضمانات لنزاهة الانتخابات المقبلة ومايليها.
كما ندعو جميع مناضلى القوى الديمقراطية وقيادات حركات الاحتجاج الاجتماعى الصاعدة إلى الانضمام لهذه الموجة الجديدة من نضال الشعب المصرى بهدف تجاوز واقع الاستبداد الحاكم لكافة مناحى الحياة فى بلادنا ، وهو الأمر الذى يفتح الطريق أمام إبداع بدائل لسياسات الاستغلال والإفقار التى احتمت طويلاً بالقبضة الأمنية للنظام القائم.
ينطلق موقفنا من تتبع دقيق لكل من خطاب الدكتور البرادعى والآليات التى يحاول أن يستند إليها فى حركته ، انتهى بنا هذا التتبع إلى الاعتقاد بأن دعوة الرجل وما أطلقته من تفاعلات تتلاقي مع أهداف نضال قوى اليسار المصرى عبر تاريخها.
فعلى مستوى آليات الحركة، أصبح من الواضح أن مبادرة ترشيح الدكتور البرادعى انطلقت وكسبت أنصارها من خارج المجال السياسى الضيق والحاكم لحركة كل من النخبة الحاكمة وقوى المعارضة على حد سواء.
ويبدو الدكتور البرادعى حريصاً على هذا الملمح ، كما ينتمى أنصار هذه المبادرة فى غالبيتهم الساحقة إلى جيل جديد على السياسة المصرية يخوض حراكاً دءوباً بهدف تفكيك بنى الاستبداد والأبوية الحاكمة لحياتنا الثقافية والاجتماعية والسياسية، هو الجيل الأكثر انفتاحاً على العالم وتأثراً بما يموج به من تيارات فكرية وسياسية تقدمية ويتوق لأن يرى بلاده جزءاً من هذا العالم ، وهو جيل من الطبقة الوسطى المصرية اقترب من كفاح الطبقات الشعبية الساعية إلى العدالة والمساواة، شاطرها قسماً معتبرا من هذه النضالات ونال نصيبه أيضاً من القمع فى سبيل هذه المناصرة ويشهد على ذلك أيضاً العديد من الأمثلة أهمها إضراب 6 إبريل 2008.
تحمس هذا الجيل لشعارات الموجة الأولى من حركات التغيير خلال عام 2005، إلا أن دوره النشط فى حملة الدكتور البرادعى يشهد على تحوله من موقع التأييد السلبى لحركات التغيير إلى مرحلة الفعل وأخذ زمام المبادرة ، كما لعب هؤلاء الشباب دوراً مهماً فى إخراج معركة الديمقراطية من حيزها النخبوى الضيق، والذى حصر تظاهراتها وفعالياتها فى المركز القاهرى، إلى آفاق أرحب أفادت منها حركة الطبقات الشعبية قبل غيرها ، وهذا هو ما سعى إليه اليسار المصرى على مدار تاريخه إيماناً منه بأن هدف الديمقراطية النهائى لا يقتصر علي المساواة الشكلية أمام القانون، ولكنه يتعدى ذلك ليشمل النضال من أجل سيطرة الغالبية على مفاتيح السلطة والقرار فى الواقع الفعلى ، وبالتالى فهو نضال لا يمكن إلا أن يخاض من أسفل ، فى المصنع والغيط والحى .
أما ما أعلنه الدكتور البرادعى من أفكار فيلتقى مع خطاب اليسار فى ثلاث نقاط جوهرية:
أولاً، أن المطالب الديمقراطية لا تنفصل عن المطالب المتعلقة بتحسين الظروف المعيشية للناس، بل هى الكفيلة بفتح السبيل أمام هذه النضالات لتنظيم نفسها وتدعيم قدرتها على التأثير فى القرار السياسى.
ثانياً، أن الدفاع عن مدنية الدولة والحياة العامة لا يمكن أن ينفصل عن مطالب التغيير الديمقراطي، بل أن النضال الديمقراطى لا يستقيم إلا إذا اقترن بالمطالبة بكفالة الحقوق المدنية والسياسية لجميع المواطنين دونما اعتبار لدين أو جنس أو عرق أو لون ، وهى المبادئ التى خانها الحكم وقوى المعارضة على حد سواء.
ثالثاً، أن لا تنمية اقتصادية ناجحة إلا بضمان العدالة الإجتماعية. لم تعد آليات السوق قادرة بحد ذاتها على كفالة حد أدنى من المساواة، أو حتى ضمان أى إمكانية لحراك إجتماعى واسع النطاق. بل أنها أدت إلى مزيد من الإفقار والبطالة والتدهور فى معدلات التنمية الإنسانية، و هو ما يستدعى تدخلاً فعالاً من قبل الدولة لضمان توزيع عادل للثروة والفرص فى المجتمع.
بهذا المعنى يصبح من الواضح أن آليات حركة البرادعى ومحددات خطابه تفتح أفقاً واسعاً للحركة الديمقراطية المصرية، وفى القلب منها قوى اليسار، لأن تلتحم بنضالات الناس اليومية وتؤثر في ما ترفعه من مطالب وما يهيمن عليها من توجهات. ومن جهة أخرى، لا يساورنا أدنى شك أن هذه المعركة ستمد الحركة الديمقراطية بجيلٍ جديدٍ من المناضلين.
ندرك المسافة الفاصلة بين توجه الدكتور البرادعى الليبرالى، ذو البعد الإجتماعى، وبين توجهات اليسار المصرى. ولكننا لا يمكن أن نرهن المساهمة فى موجة النضال الديمقراطى الصاعدة بتماهى الرجل التام مع خطابنا، ونعتقد أن مهمة اليسار تتمثل فى دعم الطابع الديمقراطى والشعبى لهذه المعركة. انطلاقاً من هذه الرؤية، يجب أن نبادر إلى مد الجسور ما بين حركات الإحتجاج الإجتماعى الصاعدة وبين تحركات الدكتور البرادعى بما يسهم فى ترجمة الدعوة المجردة للعدل الإجتماعى إلى بدائل للسياسات الاقتصادية والاجتماعية القائمة. يجب أن نشدد على الملامح المدنية فى خطاب البرادعى وأن نسهم فى ترجمتها إلى مطالب تخص الإطار التشريعى والدستورى القائم استناداً إلى مواقفنا الصلبة فى مناهضة الطائفية وما راكمناه من خبرات حقوقية أخرى متنوعة. ويجب أن ندعم الطابع الشبابى والشعبى للحملة بهدف محاصرة الميول النخبوية التى تهدد بحصرها فى خانة الفعل الإعلامى.
من جهة أخرى نتفهم حذر البعض تجاه الانخراط فى الحملة بسبب ما يعتريها من عدم نضوج أو فقدانها لاستراتيجية واضحة. ولكننا نؤمن بأن انخراط اليسار، برؤيته الواضحة وخبرته الحركية، مبكراً فى هذه الحملة قد يسهم فى تجاوزها لمشاكل الميلاد الطبيعية. من ناحية أخرى، علمتنا التجربة الطويلة مع هذا النظام أن الرهان على أى مكاسب من داخل هذا المجال السياسى الهامشى والضيق والخاضع لآليات إفساد متعمد، سواء اتخذ شكل الصفقات الصريحة أو أي أشكال أخرى، لا يتمخض إلا عن مزيد من الخضوع لقواعد اللعبة، لا تعديلها، ومزيد من العزلة والتحلل الداخلى.
أمامنا وطن جديد يتشكل وينمو على الرغم من هيمنة قوى الاستبداد والرجعية على حياتنا....أمامنا مستقبل كامل لنربحه، ولا يجوز المقايضة عليه بأى مكاسب مرحلية....
ولا يمكن لتيار قدم نساءه ورجاله التضحيات تلو الأخرى فى سبيل تقدم وحرية هذا الشعب إلا أن ينضم إلى نضال كافة القوى الديمقراطية من أجل المساهمة فى رسم ملامح هذا المستقبل. ومن ثم يعلن مطلقو هذا البيان عن تأسيس منبر "يسار مؤيد للبرادعى" وندعو جميع رفاقنا من مناضلى اليسار المصرى إلى الانضمام لهذا المنبر بما يضمن أوسع مساهمة ممكنة فى هذه المعركة.
عاش كفاح الشعب المصرى من أجل العدالة والديمقراطية......وأهلاً بالدكتور البرادعى شريكاً فى هذا الكفاح....
منبر يسار مؤيد للبرادعى القاهرة فى 21 مارس 2010
كما ندعو جميع مناضلى القوى الديمقراطية وقيادات حركات الاحتجاج الاجتماعى الصاعدة إلى الانضمام لهذه الموجة الجديدة من نضال الشعب المصرى بهدف تجاوز واقع الاستبداد الحاكم لكافة مناحى الحياة فى بلادنا ، وهو الأمر الذى يفتح الطريق أمام إبداع بدائل لسياسات الاستغلال والإفقار التى احتمت طويلاً بالقبضة الأمنية للنظام القائم.
ينطلق موقفنا من تتبع دقيق لكل من خطاب الدكتور البرادعى والآليات التى يحاول أن يستند إليها فى حركته ، انتهى بنا هذا التتبع إلى الاعتقاد بأن دعوة الرجل وما أطلقته من تفاعلات تتلاقي مع أهداف نضال قوى اليسار المصرى عبر تاريخها.
فعلى مستوى آليات الحركة، أصبح من الواضح أن مبادرة ترشيح الدكتور البرادعى انطلقت وكسبت أنصارها من خارج المجال السياسى الضيق والحاكم لحركة كل من النخبة الحاكمة وقوى المعارضة على حد سواء.
ويبدو الدكتور البرادعى حريصاً على هذا الملمح ، كما ينتمى أنصار هذه المبادرة فى غالبيتهم الساحقة إلى جيل جديد على السياسة المصرية يخوض حراكاً دءوباً بهدف تفكيك بنى الاستبداد والأبوية الحاكمة لحياتنا الثقافية والاجتماعية والسياسية، هو الجيل الأكثر انفتاحاً على العالم وتأثراً بما يموج به من تيارات فكرية وسياسية تقدمية ويتوق لأن يرى بلاده جزءاً من هذا العالم ، وهو جيل من الطبقة الوسطى المصرية اقترب من كفاح الطبقات الشعبية الساعية إلى العدالة والمساواة، شاطرها قسماً معتبرا من هذه النضالات ونال نصيبه أيضاً من القمع فى سبيل هذه المناصرة ويشهد على ذلك أيضاً العديد من الأمثلة أهمها إضراب 6 إبريل 2008.
تحمس هذا الجيل لشعارات الموجة الأولى من حركات التغيير خلال عام 2005، إلا أن دوره النشط فى حملة الدكتور البرادعى يشهد على تحوله من موقع التأييد السلبى لحركات التغيير إلى مرحلة الفعل وأخذ زمام المبادرة ، كما لعب هؤلاء الشباب دوراً مهماً فى إخراج معركة الديمقراطية من حيزها النخبوى الضيق، والذى حصر تظاهراتها وفعالياتها فى المركز القاهرى، إلى آفاق أرحب أفادت منها حركة الطبقات الشعبية قبل غيرها ، وهذا هو ما سعى إليه اليسار المصرى على مدار تاريخه إيماناً منه بأن هدف الديمقراطية النهائى لا يقتصر علي المساواة الشكلية أمام القانون، ولكنه يتعدى ذلك ليشمل النضال من أجل سيطرة الغالبية على مفاتيح السلطة والقرار فى الواقع الفعلى ، وبالتالى فهو نضال لا يمكن إلا أن يخاض من أسفل ، فى المصنع والغيط والحى .
أما ما أعلنه الدكتور البرادعى من أفكار فيلتقى مع خطاب اليسار فى ثلاث نقاط جوهرية:
أولاً، أن المطالب الديمقراطية لا تنفصل عن المطالب المتعلقة بتحسين الظروف المعيشية للناس، بل هى الكفيلة بفتح السبيل أمام هذه النضالات لتنظيم نفسها وتدعيم قدرتها على التأثير فى القرار السياسى.
ثانياً، أن الدفاع عن مدنية الدولة والحياة العامة لا يمكن أن ينفصل عن مطالب التغيير الديمقراطي، بل أن النضال الديمقراطى لا يستقيم إلا إذا اقترن بالمطالبة بكفالة الحقوق المدنية والسياسية لجميع المواطنين دونما اعتبار لدين أو جنس أو عرق أو لون ، وهى المبادئ التى خانها الحكم وقوى المعارضة على حد سواء.
ثالثاً، أن لا تنمية اقتصادية ناجحة إلا بضمان العدالة الإجتماعية. لم تعد آليات السوق قادرة بحد ذاتها على كفالة حد أدنى من المساواة، أو حتى ضمان أى إمكانية لحراك إجتماعى واسع النطاق. بل أنها أدت إلى مزيد من الإفقار والبطالة والتدهور فى معدلات التنمية الإنسانية، و هو ما يستدعى تدخلاً فعالاً من قبل الدولة لضمان توزيع عادل للثروة والفرص فى المجتمع.
بهذا المعنى يصبح من الواضح أن آليات حركة البرادعى ومحددات خطابه تفتح أفقاً واسعاً للحركة الديمقراطية المصرية، وفى القلب منها قوى اليسار، لأن تلتحم بنضالات الناس اليومية وتؤثر في ما ترفعه من مطالب وما يهيمن عليها من توجهات. ومن جهة أخرى، لا يساورنا أدنى شك أن هذه المعركة ستمد الحركة الديمقراطية بجيلٍ جديدٍ من المناضلين.
ندرك المسافة الفاصلة بين توجه الدكتور البرادعى الليبرالى، ذو البعد الإجتماعى، وبين توجهات اليسار المصرى. ولكننا لا يمكن أن نرهن المساهمة فى موجة النضال الديمقراطى الصاعدة بتماهى الرجل التام مع خطابنا، ونعتقد أن مهمة اليسار تتمثل فى دعم الطابع الديمقراطى والشعبى لهذه المعركة. انطلاقاً من هذه الرؤية، يجب أن نبادر إلى مد الجسور ما بين حركات الإحتجاج الإجتماعى الصاعدة وبين تحركات الدكتور البرادعى بما يسهم فى ترجمة الدعوة المجردة للعدل الإجتماعى إلى بدائل للسياسات الاقتصادية والاجتماعية القائمة. يجب أن نشدد على الملامح المدنية فى خطاب البرادعى وأن نسهم فى ترجمتها إلى مطالب تخص الإطار التشريعى والدستورى القائم استناداً إلى مواقفنا الصلبة فى مناهضة الطائفية وما راكمناه من خبرات حقوقية أخرى متنوعة. ويجب أن ندعم الطابع الشبابى والشعبى للحملة بهدف محاصرة الميول النخبوية التى تهدد بحصرها فى خانة الفعل الإعلامى.
من جهة أخرى نتفهم حذر البعض تجاه الانخراط فى الحملة بسبب ما يعتريها من عدم نضوج أو فقدانها لاستراتيجية واضحة. ولكننا نؤمن بأن انخراط اليسار، برؤيته الواضحة وخبرته الحركية، مبكراً فى هذه الحملة قد يسهم فى تجاوزها لمشاكل الميلاد الطبيعية. من ناحية أخرى، علمتنا التجربة الطويلة مع هذا النظام أن الرهان على أى مكاسب من داخل هذا المجال السياسى الهامشى والضيق والخاضع لآليات إفساد متعمد، سواء اتخذ شكل الصفقات الصريحة أو أي أشكال أخرى، لا يتمخض إلا عن مزيد من الخضوع لقواعد اللعبة، لا تعديلها، ومزيد من العزلة والتحلل الداخلى.
أمامنا وطن جديد يتشكل وينمو على الرغم من هيمنة قوى الاستبداد والرجعية على حياتنا....أمامنا مستقبل كامل لنربحه، ولا يجوز المقايضة عليه بأى مكاسب مرحلية....
ولا يمكن لتيار قدم نساءه ورجاله التضحيات تلو الأخرى فى سبيل تقدم وحرية هذا الشعب إلا أن ينضم إلى نضال كافة القوى الديمقراطية من أجل المساهمة فى رسم ملامح هذا المستقبل. ومن ثم يعلن مطلقو هذا البيان عن تأسيس منبر "يسار مؤيد للبرادعى" وندعو جميع رفاقنا من مناضلى اليسار المصرى إلى الانضمام لهذا المنبر بما يضمن أوسع مساهمة ممكنة فى هذه المعركة.
عاش كفاح الشعب المصرى من أجل العدالة والديمقراطية......وأهلاً بالدكتور البرادعى شريكاً فى هذا الكفاح....
منبر يسار مؤيد للبرادعى القاهرة فى 21 مارس 2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق