السبت، مارس 27، 2010

من الإمبراطورية.. وإليها;;;



خبط .. لزق محمد طعيمة

من الإمبراطورية.. وإليها وشائج وثيقة تربط أجيال عائلة مبارك المتتالية بالمملكة المتحدة، منذ كانت إمبراطورية لا تغرب عنها الشمس، مروراً بتطورات مسيرة شخصيتها الأكثر إثارة للجدل، جمال، مهنياً وسياسياً، وليس أخيراً... إنسانياً، بميلاد (فريدة) على أرض عاصمتها. في سماء لندن، بلد الإكسلانسات، حلق أعظم حلم داعب مُخيلة الأب... أن يصبح سفيراً لبلده الأم فيها، ليُنهي مسيرته الوظيفية من حيث إنطلقت الجدة (ليلي ماي بالمر)، تاركة مسقط رأسها (ويلز) إلى المستعمرة البريطانية... مصر. فيها تعرفت على الطبيب الصعيدي صلاح ثابت بمستشفى كارديف، تزوجا وأنجبت منه "الأم" في 28 فبراير 1937. وشائج القربى بين الفرعين الويلزي والمصري رصدتها صحيفة (ويسترن ميل) ثالث أيام إغتيال السادات بعنوان "الأقارب فى انتظار أخبار عن نائب الرئيس"، وضفرها الكاتب المصري المُقيم في لندن محمد عبد الحكم دياب، بمقال فريد نشرته (العربي) قبل ثماني سنوات، به تفاصيل كثيرة على لسان "الخال جون" عن التواصل العائلي، وعن الأسماء الموازية، جورج/ حسني... ألن/ علاء... جيمي/ جمال. مع جيمي تتشابك الخيوط أكثر ببلد الإكسلانسات. شهدت لندن بدأ مسيرته كـ"بنكير" في مصرف أمريكي، وفيها دارت أشهر صفقة لبيع ديون مصر إلى البنك الأمريكي، كما أكد الأب لنقيب الصحفيين الحالي مكرم محمد احمد في حوار نشرته المصور سبتمبر 1993. ومنها انطلق أول مشروعاته، شركة أوراق مالية "صغيرة" تنشط في أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا، وسرعان ما أصبح لها فرع بالقاهرة عام 1997. بعد عدة أشهر أسست الشركة الصغيرة صندوقاً مالياً يتركز نشاطه في مصر برأسمال 54 مليون دولار، على غرار صندوق أمريكي. في لندن تعلم جيمي البيزنس، وفيها خاض المرحلة الثانية من "التربية السياسية"، الأولى كانت على أيدي د. علي الدين هلال. أستاذ جيمي البريطاني هو مُنظر النيوليبر (بيتر ماندلسون)، صديق ومُعلم توني بلير وواضع منظومة إعادة تشكيل حزب العمال التي رجع بها لحكم المملكة. ماندلسون، يهودي معروف بدعمه الدائم لإسرائيل، وبـ"غرابة أطواره" المثيرة للجدل. اُقيل من الوزارة أكثر من مرة بسبب شُبهات فساد مالي. سيصبح فيما بعد المفوض الاوروبي لشؤون التجارة، واخيراً... وزير الأعمال البريطاني. بعد ست سنوات من سفره إليها فور تخرجه غادر جيمي لندن إلى القاهرة، لتتصدر صوره كمُنظر إقتصادي صفحات جرائد الحكومة طوال عام 1998، لكنه بعد عدة أشهر انتقل للمشهد السياسي طارحاً فكرة (حزب المستقبل)، ودُعي إليه خليط عجيب... ناصريون وشيوعيون، ليبراليون ومحايدون، سياسيون ومنظرون. لم ير الحزب النور، قفز منه البعض... ولفظ هو البعض، ليتمخض عن لجنة السياسات عام 2000، حصان طروادة التوريث. لم تختف لندن، فمنها وإليها تمتد خيوط جيمي. في اكتوبر 2002 يختصه (جاك سترو) وزير الخارجية البريطاني الأسبق بلقاء منفرد أثناء زيارة رسمية للقاهرة، تلاها بشهر واحد سفر وفد حزبي رسمي، "لجنة مُنتدبة" حسب توصيف جيمي، إلى العاصمة البريطانية، ضمت معه الوزير محمود محي الدين وحوت الحديد أحمد عز. التقى جيمي مجدداً ماندلسون ومُنظري النيوليبرال في حزب العمال، لـ "مناقشة الأفكار الإصلاحية" لما بدأ يُعرف وقتها بالحرس الجديد، وللتأكيد على أن "أي تطور مستقبلي مرتبط بقرار دستوري"، كما نقل د. جهاد عودة عضو لجنة السياسات. لم يحدد جهاد في كتابه (جمال مبارك.. تجديد الليبرالية الوطنية) ماذا يقصد بالتطور المستقبلي. لكن اللقاءات المتكررة بين "مُنتدبو" السياسات ورموز حكومية وحزبية بريطانية اخترقت ضباب لندن، وتحدثت تسريبات مجلس العموم عن دعم المملكة لسيناريو الخلافة... مع نصيحة بطرق أبواب واشنطن. مع التسريبات صدر أول بيان رافض للتوريث على شبكة الإنترنت... وانطلقت حملة (العربي) لكشفه ومقاومته. تحول "قبلة" صلوات السياسات إلى بلاد العم سام لم يؤثر في حضور دائم لبلد الجدة، معنوياً... ومادياً. ففضلاً عن نشاط البيزنس، للعائلة ثلاثة منازل في مدينة الضباب، لجيمي منها الأغلبية... أفخمها في حي ساوث كنسجتون الراقي، حيث شوهد مع زوجته يتسوق. لا تحتاج الحفيدة، كما أعتقد البعض، "مكان الميلاد" لتضمن جنسية الإمبراطورية، فالدستور البريطاني يضخها تلقائياً مع الدم، للأحفاد... وقبلهم للأبناء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق