كتب شعبان هدية ومحمود المملوك
تسبب خلاف حول عدد تكبيرات صلاة الجنازة، فى إعادة الصلاة على جثمان الدكتور عبدالوهاب المسيرى، المفكر المصرى الذى توفى الخميس، والذى ظل يشغل منصب المنسق العام لحركة كفاية، حتى آخر أنفاسه.
ففى الصلاة الأولى التى أمها فريد عبدالخالق القيادى السابق بحركة الإخوان المسلمين، فى مسجد رابعة العدوية، تمت الصلاة بخمس تكبيرات، بدلاً من أربعة، مما أدى إلى إثارة الجدل، ثم تقدم الشيخ يوسف القرضاوى لإعادة الصلاة مرة ثانية، بعدها انتقل الجثمان إلى مدينة دمنهور للصلاة عليه ودفنه فى مقابر الأسرة.
حضر الجنازة بالإضافة إلى الشيخ يوسف القرضاوى الأمين العام لاتحاد العلماء المسلمين، الدكتور سليم العوا والدكتور أحمد كمال أبو المجد والداعية عمرو خالد والمستشار زكريا عبدالعزيز رئيس نادى القضاة وجميع قيادات حركة كفاية.
كما حضر الجنازة عدد كبير من أعضاء مجلس الشعب بين المعارضة والمستقلين، منهم: النائب حمدين صباحى، ومصطفى بكرى.
وشاركت جماعة الإخوان فى جنازة المسيرى بوفد كبير من مكتب الإرشاد ومجلس الشورى، على رأسهم الدكتور محمود عزت الأمين العام للجماعة والدكتور عبدالحميد الغزالى المستشار السياسى للمرشد والدكتور عصام العريان عضو مجلس الشورى بالجماعة.
قال الدكتور سليم العوا، إن الدكتور المسيرى توفى على الخير، قابضاً على موقفه العدائى للصهيونية والدفاع عن الحق العربى الإسلامى، ومثله يترك فراغاً فى أية أمة، خاصة فى مصر.
من جهته، أكد عمرو خالد الداعية الإسلامى، أن غياب المسيرى، ترك فراغاً كبيراً، مؤكداً أن الأمة العربية فقدت مفكراً فى عالم قل فيه المفكرون وندرت فيه الأفكار.
وقال الدكتور عصام العريان: فقدنا رجلاً بارزاً بإسهاماته، ومفكراً مجاهداً نزل إلى الشارع وشارك القوى الوطنية فى دعوتها للتغيير، وقاد رغم مرضه حركة كفاية، مما يؤكد أنه رجل عظيم صاحب فكر وعمل، ولم يكن نظرياً فقط.
ولفت العريان النظر إلى أن المحطة المهمة فى حياة المسيرى، تتجسد فى تحوله من الماركسية إلى الإسلام ودراسته لأعماق الفكر الصهيونى والعلمانية وإصداره الموسوعة الشهيرة "اليهود واليهودية" و"الصهيونية والعالمية".
أما الكاتب الصحفى فهمى هويدى، فعلق على غياب أى مسئول حكومى عن جنازة المسيرى بأنه دليل على أن الحكومة غير موجودة، ولا تمثل المجتمع، قائلاً: المجتمع شيع المسيرى، والحكومة غابت، فأصبحت لا تمثل المجتمع.
وذكر الدكتور مجدى قرقر عضو اللجنة التنسيقية لحركة كفاية، أنه تم اختيار الدكتور عبدالجليل مصطفى قائماً بأعمال المنسق العام لحركة كفاية، لحين عقد الاجتماع العام للجنة التنسيق منتصف الشهر الجارى، لاختيار ممثل جديد للحركة أو الإبقاء على عبدالجليل مصطفى.
واعتبر القزاز، أن اختيار الدكتور عبدالجليل خلفاً للدكتور المسيرى، سيعوض الحركة بعضا مما فقدته برحيل المسيرى، خاصة أن الحركة تحتاج فى الوقت الحالى إلى قائد مفكر، يسير على المبادئ الأساسية للحركة ولا يحيد عنها ليصل بها إلى بر الأمان، مشيراً إلى أن تلك كانت وصية المسيرى، أثناء مرضه، لكن د. عبدالجليل رفض ذلك حينها.
المسيرى فى سطور
- من مواليد دمنهور 1938، تلقى تعليمه الابتدائى والثانوى هناك، ثم التحق بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب، جامعة الإسكندرية عام 1955، ليعين معيداً بها بعد تخرجه.
- سافر إلى الولايات المتحدة عام 1963 ليحصل على درجة الماجستير من جامعة كولومبيا بعد عام، ثم على درجة الدكتوراه عام 1969 من جامعة رَتْجَرز.
- تولى التدريس بجامعة عين شمس بعد عودته من أمريكا، ثم جامعة الملك سعود (1983 – 1988)، كما عمل أستاذاً زائرًا فى أكاديمية ناصر العسكرية، وجامعة ماليزيا الإسلامية، وعضو مجلس الخبراء بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام (1970 – 1975)، ومستشاراً ثقافياً للوفد الدائم لجامعة الدول العربية لدى هيئة الأمم المتحدة بنيويورك (1975 – 1979).
- كان حتى وفاته عضواً بمجلس الأمناء لجامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية بليسبرج، بولاية فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية.
-فى يناير 2007 تولى الدكتور المسيرى منصب المنسق العام للحركة المصرية من أجل التغير (كفاية).
- من أهم أعمال الدكتور المسيرى موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية: نموذج تفسيرى جديد (ثمانية مجلدات) وكتاب رحلتى الفكرية: سيرة غير ذاتية غير موضوعية- فى البذور والجذور والثمار. وللدكتور المسيرى مؤلفات أخرى فى موضوعات شتى من أهمها: العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة (جزأين)، إشكالية التحيز: رؤية معرفية ودعوة للاجتهاد (سبعة أجزاء). كما أن له مؤلفات أخرى فى الحضارة الغربية والحضارة الأمريكية مثل: الفردوس الأرضى، و الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان، و الحداثة وما بعد الحداثة، ودراسات معرفية فى الحداثة الغربية.
وللدكتور المسيرى أيضاً دراسات لغوية وأدبية من أهمها: اللغة والمجاز: بين التوحيد ووحدة الوجود، و دراسات فى الشعر، وفى الأدب والفكر، كما صدر له ديوان شعر بعنوان أغانى الخبرة والحيرة والبراءة: سيرة شعرية، وقد نشر الدكتور المسيرى عدة قصص وديوان شعر للأطفال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق