الخميس، مايو 05، 2011

عمال مصر يحتفلون اليوم بأول عيد لهم بعد الثورة " نقلا عن جريد الشرق الاوسط"


الاحـد 28 جمـادى الاولـى 1432 هـ 1 مايو 2011 العدد 11842

يشهد كرنفالات في الميادين والشوارع.. ويغيب عنه نداء «العلاوة يا ريس»

القاهرة: محمد عبده حسنين
في أجواء حراك اقتصادي وسياسي ومجتمعي، يتسم بالطموح والشفافية، يحتفل عمال مصر اليوم بأول عيد لهم بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير (كانون الثاني)، التي رفعت منذ اليوم الأول شعارات «عدالة.. حرية.. كرامة إنسانية».

العيد الذي سيستعيد بقوة ذاكرة أغاني وطنية صعدت في نهاية الخمسينات في ظل ثورة 1952، واحتفت بالعمال وتغنت بسواعدهم في بناء نهضة الوطن، سيغيب عنه اليوم الخطاب التقليدي الشهير لرئيس الجمهورية الذي اعتاد أن يلقيه أمام حشد كبير من عمال وفلاحي مصر، ودون أن يقاطعه أحد العمال بالعبارة الشائعة «العلاوة ياااااريس».

ويعتزم عمال مصر استغلال مناخ التغيير الذي تشهده البلاد حاليا بعد الثورة وسقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك، في التعبير عن مطالبهم ومحاولة نيل حقوقهم التي يعتقدون أنها استقطعت منهم في النظام البائد، الذي شهد العديد من الاحتجاجات والإضرابات العمالية أبرزها مظاهرات عمال المحلة عام 2008، والعديد من الوقفات الفئوية التي كانت تنظم أمام مجلس الشعب على مدار العامين الماضيين.

ويشهد ميدان التحرير، مسرح الثورة بالقاهرة، اليوم العديد من الحفلات الفنية والفلكلورية لدعم الثورة ومساندة الطبقة العاملة في مصر، كما تنظم العديد من القوى العمالية والحقوقية مسيرات حاشدة لدعم العمال في عيدهم والتأكيد على أنهم عصب التقدم الاقتصادي في مصر.

يقول الناشط العمالي ناجي رشاد، 46 عاما، وهو عامل بشركة «مطاحن جنوب القاهرة» (قطاع حكومي)، لـ«الشرق الأوسط»: «الاحتفال هذا العام بعد الثورة العظيمة التي شاركنا فيها سيكون مختلفا وله طعم جديد، نحن كعمال بدأنا نشعر بالحرية وكرامة العامل المصري، ونشعر بقيمتنا الحقيقية التي كانت مسلوبة منا في العهد السابق». وتابع: «يكفي أن يعرف العالم أن الاحتفال هذا العام سيكون الأول من نوعه، حين يحتفل عمال مصر لأول مرة بعيدهم في الشوارع والميادين الكبرى وفي نفس اليوم الأول من مايو (أيار) مثل كل دول العالم». وأوضح رشاد: «عندما كنا نحاول أن نقوم بذلك في السنوات الماضية كنا نفشل ونقابل بقوة بوليسية غاشمة من نظام سلطوي، حيث كان يغلقون الميدان الذي ننوي الاحتفال فيه ويتم مطاردة جميع العمال الذين يذهبون للاحتفال واعتقالهم».

وعن احتفال اليوم يقول رشاد: «سيقوم الاتحاد المصري للنقابات المستقلة بالاشتراك مع العديد من المنظمات الحقوقية والعمالية والأحزاب السياسية بالإضافة إلى شباب الثورة، بعمل احتفال كبير في ميدان التحرير الذي أصبح رمزا للثورة المصرية، يحضره عدد كبير من العمال، وسيأخذ شكلين: الأول فني في صورة احتفالية يحضرها عدد من نجوم الغناء مثل الفنان علي الحجار وسيد حجاب وعدد من الفرق الشبابية، والآخر مطلبي، يقدم فيه العمال مطالبهم إلى المجلس العسكري (الحاكم) والحكومة المصرية». وأوضح رشاد، أن كل مجموعة من العمال أو فئة معينة ستقدم مطالبها الخاصة بشكل حر في صورة لافتات خاصة بها، فليس هناك حجر على رأي أحد، لكن هناك مطالب أساسية لكل عمال مصر متفقين عليها سيتم تقديمها للمسؤولين في شكل رسمي، وهي: وضع حد أدنى للأجور بـ(1500 جنيه)، بعد أن قضت المحكمة العام الماضي بـ1200 جنيه، لكن الظروف والأسعار اختلفت، مع وضع حد أقصى 20 ضعفا لأجر أقل عامل. إلغاء مرسوم تجريم الاعتصامات والإضرابات. تثبيت كل العمالة المؤقتة. إلغاء قانون العمل المعمول به حاليا بشكل يضمن الأمان الحقيقي للعامل. إلغاء قانون النقابات العمالية وعمل قانون جديد يتفق مع الاتفاقيات والمعايير الدولية والمواثيق التي وقعت عليها مصر. وأخيرا عودة جميع العمال المفصولين عن العمل خاصة النشطاء السياسيين.

وأكد رشاد أنهم لا يعولون على أي علاوات تمنحها الحكومة لهم، قدر ما ينتظرون تحقيق هذه المطالب التي يعتبرونها أساسية لكنها قابلة للتفاوض والمناقشة في ظل الظروف التي تعيشها مصر حاليا. ودعا ائتلاف شباب الثورة إلى احتفالية كبيرة اليوم في ميدان التحرير للاحتفال بالعمال، والإصرار على ضرورة تحقيق كل مطالبهم العادلة في عيدهم الأول بعد الثورة، وقال الائتلاف في بيان له: «إن تحقيق العدالة الاجتماعية بما تتضمنه من حرية تشكيل التنظيمات واللجان النقابية في جميع جهات العمل الحكومية والخاصة وتفعيل دورها في تطوير منظومة العمل والتفاوض لتحسين الأجور.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق