توضح النتائج عددا من الامور
1- قطاع مدن البحر الاحمر التي تمثل السياحه فيها المصدر الرئيس للدخل ، توضح انحفاض تأييد التيار الاسلامي , فمرسي وعبد المنعم ابو الفتوح حصدا المركزين الرابع والخامس , بينما احتل حمدين وموسي المركزين الاول والثاني ولحق بهما شفيق. وهو ما يعطي مؤشرا هاما , انه بالرغم من كل الدعاية والتطمينات العديده للتيار الاسلامي حول القطاع السياحي الا ان هذا ربما لم يلبي طموحات العاملين بقطاع السياحة
2- تظهر نتائج مدن القناة ان الشعوب المناضلة تبقي مناضلة الي الابد ، فقد حصد مرشحي الفلول في المدن الثلاث ( بورسعيد والاسماعلية والسويس ) المركزين الرابع والخامس بشكل عام , بينما اكتسح حمدين في بورسعيد وحصد المركز الثاني في الاسماعلية والسويس , وتقاربت اصواته بشده مع مرسي الحاصل على المرز الاول , خاصة في السويس ( بفارق اقل من 4 الاف صوت ). النتائج تقول بوضوح ان قوي الثورة في مدن القناة وجدت بيئة مناسبة فانطلقت , فشهدنا خسارة كبيرة لفلول النظام , ونتائج كبيرة لمرشح ثوري وصل لاكتساح في احدي المدن الثلاث.
3- اما نتائج الصعيد فتشير الي ان المجتمع القبلي مازال يفرض نفسه , فالنتائج تشير الي تفوق مرسي ثم شفيق في كل من سوهاج واسيوط والمنيا , بينما في بني سويف تفوق ابو الفتوح على شفيق وجاء ثانيا. وتفوق على الجميع في قنا فجاء اولا ثم من بعده مرسي وشفيق . تشير هذه النتائج الي عدة نقاط , اولها ان تفوق وشعبية موسي في الصعيد كان بالفعل وهما فهو قد جاء في المرتبة الرابعه في جميع محافظات الصعيد, ثانيا ان الصعيد منطقة مغلقه بالنسبة لحمدين فقد جاء في المركز الخامس في جميع المحافظات , وهو ما يعني ان قوي الثورة وحدها لا تستطيع اختراق قطاع الصعيد , بينما كانت انتماء ابو الفتوخ للتيار الاسلامي سببا في نتائجه المتفوقه في قنا وبني سويف , ولكنه نظرا لانتماءه ايضا لقوي الثورة فكان الوصول للعائلات الكبري وتربيطات الانتخابات امرا صعبا , رابعا استطاع الاخوان اختراق القطاعات الفقيرة في الصعيد ( والامر هنا لا يتعلق برشاوي انتخابية ولكنه يتعلق بقدرة الاخوان على الانتشار في الريف بشكل عام) , بينما اعتمد على شفيق على تربيطات الحزب الوطني القديمه هناك والتي كانت تؤمن للنظام السابق مقاعد الصعيد في مجالس الشعب والتي أمنت فرص شفيق في الاعادة هذه المره. اخيرا تقف كل من اسوان والاقصر حالة خاصة نوعا ما , فالمدينتين تعتمدان السياحة مصدرا لها بالاضافة لانتمائها لقطاع الصعيد , ومن ثم شهدنا تفوق شفيق في الاقصر ثم مرسي وابو الفتوح وموسي ثم حمدين , بينما كانت نتيجة اسوان تفوق مرسي ثم موسي وشفيق وابو الفتوح وحمدين , نلحظ استمرار خسارة حمدين لقطاع الصعيد بالكامل , بينما جاء تفوق موسي لاول مره في الصعيد نظرا للقطاع السياحي وهو بالفعل كاد ان يحصل على المركز الاول ولكنه خسره بفارق 700 صوت تقريبا , وهو نفس القطاع الذي جعل شفيق يتفوق للمره الاولي في الصعيد على مرسي , وكان هذا بفارق كبير نسبيا ( نسبة لعدد الناخبين ). ومن ثم نستطيع ان نقول ان القطاع السياحي قد استطاع التأثير ايضا في كل من الاقصر واسوان , حيث حمل شفيق للصدارة في واخده وكدا يحمل موسي في الاخري, بينما وقف عامل الصعيد في وجه حمدين كباقي القطاع الذي خسره بأكلمه.
4- يأتي قطاع الدلتا ليقدم لنا نتائج هامه ايضا , فهو قطاع استطاع فيه شفيق ان يحرز انتصارات كبيرة , فقد تصدر في الدقهلية والمنوفية والشرقية والغربية , بل وبفارق كبير وصل في بعد الاحيان لاكثر من 100 الف صوت ( الغربية ) , بينما جاء مرسي ثالثا في الغربية و الدقهلية وثانيا في الشرقية والمنوفية , وهو ما يعكس تراجعا لشعبية الاخوان في هذه المناطق خاصة في المنوفية ( بالرغم من حصوله على المركز الثاني فيها ) والغربية , فعلى سبيل المثال بلغ الفارق بينه وبين شفيق في المنوفية تحديدا حوالي ربع مليون صوت . اما الحصان الاسود في هذا القطاع فكان بالتأكيد حمدين صباحي , والذي استطاع بفضل شعبيته الاصلية في كفر الشيخ ان يحقق نتائج هامه , جعلته في نظرا يتفوق على ابو الفتوح في المحصلة النهائية ويعوض ما خسره في قطاع الصعيد, والسبب هو ان الكتلة التصويتية في الدلتا اكبر منها في الصعيد , مما جعل تقدم المرشح في الدلتا اهم منه في الصعيد ( يبدو ان الصعيد مظلوم حتي في الكتل التصويتية), فهو قد حصد المركز الاول في كفر الشيخ ( بفارق ساحق حوالي 350 الف صوت) وحصد المركز الثاني مقتربا من الاول بفارق 24 الف صوت فقط في الدقهلية. اما عن قطاع الساحل , دمياط والبحيرة والاسكندرية , فنجد الامور جد مختلفه , ففيها حصد ابو الفتوح المركز الاول في دمياط والثاني في البحيرة والاسكندرية, وهو ما قد نرجعه لنفوذ الدعوه السلفية , خاصة في الاسكندرية , مما عوض الخسارة التي مني بها في بقية محافظات الدلتا , ولكن نظرا لقلة تعداد هذه المحافظات الثلاث مقارنة بمحافظات الدلتا ( على الاقل بالنسبة للكتل التصويتية ) فلم تستطع هذه النتائج ان تنقذ ابو الفتوح من الوقوع رابعا بعد حمدين , بينما استطاع حمدين ان يحصد الاسكندرية وبفارق ضخم ( بلغ حوالي 200 الف صوت ) وحصد المركز الثاني في دمياط ( بفارق اقل من الف صوت من ابو الفتوح ومتفوقا على مرسي بفارق حوالي الف صوت تقريبا ايضا ) , وهو ما عزز من اصواته في المجمل في القطاع ومن ثم في الجمهورية. يلاحظ ايضا ان هذه المحافظات الثلاث – وكفر الشيخ ايضا – قد وجهت صفعه الي شفيق وموسي , حيث حلوا في المراكز الاخيرة فيها بشكل عام , وهو ما يضمها الي قطاع القناة في محاربة الفلول. اما عن حظوظ مرسي فنجد انه قد خسر هذه المحافظات بشكل عام , فباستثناء البحيرة , احتل مرسي المركز الثالث في دمياط والرابع في الاسكندرية . 5- تأتي سينا لتعبر عن مزيج من القبلية وتحكمها ونفوذ قطاع السياحه وخاصة في الجنوب , فتبادل موسي ومرسي المراكز الاولي فيها , ورجحت كافة القبلية في الشمال فرجح مرسي , بينما رجت كافة السياحة في الجنوب فرجح موسي, بينما جاء ابو الفتوح تاليا لهم , وحصد حمدين نفس موقعه في الصعيد. اخيرا نستطيع ان نقول ملاخظات عامة نهائية: 1- تحتاج النتائج لمزيد من الدراسة حول تأثير العوامل الاخر ( كالاحزاب والسن والدين , الخ ) في الاختيارات الانتخابية للناخبين. 2- ان تشتت الاصوات بين حمدين وابو الفتوح كان حاسما في خروج كليهما من الاعادة , بينما كان مجموع اصواتهما يوفر لمرشح منهما الوصول للاعادة مع مرسي ( بل ومتفوقا عليه في الجولة الاولي ) وهو ما كان يعني ضياع حظ الفلول نهائيا في السباق , اي ان قوي الثورة هي الاكثر تسببا في ضياع ممثليها في الانتخابات. 3- كانت القوي المتوافقة مع الثورة ( الاخوان المسلمين ) هم الاكثر استفادة من الجميع , فقد استطاعوا ان يفلتوا من تراشق القوتين الاخريين في الحياة السياسية ( القوي الثورية وقوي الفلول ) مما جعلهم يعزفون منفردين, ولكن على الجانب الاخر نري ان خروج الاخوان من صفوف القوي الثورية بعد الثورة هو الذي ادي الي ما نشهده حاليا من صراع بين قوي الثورة وقوي الثورة المضادة , حيث كان يكفي ان يوجه الاخوان جل جهدهم في توعية الناخبين من قوي الفول , بدلا من توجيه معظم قوتهم في النيل من ابو الفتوح تحديدا , مما كان سببا هاما في ازدياد فرص فلول النظام في الاستمرار في الانتخابات. او كان الاولي الا يرشحوا من البداية احدهم , مما كان سيرجح القوي الثورية ( والتي كان الاخوان سيصبحون اذا انتهجوا نهجا توافقيا منذ البداية , كان سيجعلهم من ضمن هذه القوي) ولم تكن قوي الفلول لتجد فرصة الحلم بالترشح اصلا لمنصب رئيس الجمهورية او بمكان في مصر الثورة ! بقي ان نقول ان شعبية الاخوان المسلمين قد انحفضت فعلا , فمن 47% في انتخابات مجلس الشعب , الي حوالي 27% في انتخابات الرئاسة. 4- تبرز اهمية التنظيمات في مثل هذه المواقف , فوصول مرسي وشفيق للاعادة هو تعبير عن القوتين المنظمتين في المجتمع الان ( الاخوان والدولة العميقة بقيادة العسكر ) , وهو ما شهدناه في تراجع اسهم حمدين في الصعيد , وتراجع اسهم ابو الفتوح في الدلتا بشكل عام. 5- الشعبية القبلية عامل هام , فهي في رأينا كانت رأس الحربة في حملة حمدين , الذي حصد مركزه بما قام به من استغلال ممتاز لشعبيته في كفر الشيخ , بينما جاءة نتائج الصعيد وسينا لتعطي لنا تأكيدا مباشرا على اهمية التكوين القبلي في هذه المجتمعات خاصة في الانتخابات. 6- لم نستطع الحصول على نتيجة كامله للقاهرة , ولكن يلزم الاشارة الي نتيجة مصر الجديدة تحديدا , فالدائرة الوحيده في القاهرة التي اوصلت الفلول الي مجلس الشعب , كانت هي ايضا التي تصدر فيها شفيق مشهد التصويت في الرئاسة. في النهاية نقول : خلافنا مع الاخوان المسلمين خلاف سياسي , يقبل الرفض والقبول والاحتلاف والاتفاق , هو صراع حدود ( بتعبير الصراع العربي الاسرائيلي ) بينما خلافنا مع الفلول خلاف جنائي , لا يقبل سوي الرفض والاختلاف والتبيان والتضاد والتناقض , هو صراع وجود وليس صراع حدود , فتوحدوا ايها المتفرقين , لا تتوحدوا خلف مرسي , ولكن توحدوا ضد شفيق. صوتي ليس لشفيق صوتي لمرسي. ملحوظه : الارقام والنتائج ماخوذه من الشروق والمصري اليوم ورصد. والحقيقة ومن ثم الله من وراء القصد مهند حامد 25/5/2012