السبت، فبراير 21، 2009

الإفراج عن الدكتور أيمن نور وبداية النهاية


مهما قيل من أسباب للقرار المفاجئ لنظام مبارك بالإفراج عن د. أيمن نور لا يمكن أن يبدد ما يعلمه الجميع من أن إطلاق سراحه جاء تمهيدا لزيارة مبارك المرتقبة للولايات المتحدة بعد انقطاع دام لنحو 6 أعوام شهدت علاقات مبارك فيها بجورج بوش قدرا من التوتر وعدم الانسجام، ولا يريد مبارك تضييع فرصة وجود إدارة جديدة يتكشف يوميا صرامتها في التعامل مع المبادئ التي طرحتها في برنامجها، ولا يريد المبادرة بتوتير العلاقات معها، ولا حتى انتظار ضغوطها، فاستبق ذلك بالإفراج عن أيمن نور بعد أن نشرت الصحافة الأمريكية بأن استقبال مبارك بحرارة في واشنطن متعلق بالإفراج عن أيمن نور، وذلك على سبيل تحسين الصورة تمريرا للدخول في مرحلة يحتاج فيها لتحييد الضغوط الدولية.
مبارك يفهم أن نظامه يمر بمرحلة انتقالية وأنه مقبل على إجراءات داخلية كبيرة لتمرير التوريث وإجراءات منتظرة كحل مجلس الشعب وإجراء انتخابات برلمانية جديدة بعد تمرير التعديلات المقترحة في النظام الانتخابي لإجراء الانتخابات وفق نظام القائمة النسبية لحرمان الإخوان والمستقلين، وموضوع مقاعد المرأة وتوزيع الدوائر الانتخابية.
وإطلاق سراح أيمن نور من شأنه توفير الشعور الخادع بأن النظام مقدم على إصلاحات بينما هو في الحقيقة مقدم على استكمال إخضاع البلد والمجتمع لمشاريعه الضيقة في توريث الحكم ودعم انتقاله لابنه جمال.
نظام مبارك استعاد سيطرته على نادي القضاة بعد جهود مريرة في محاولة لإخضاع التيار الإصلاحي وتحييد القضاة، بنفس الطريقة التي يشتت بها الأحزاب ويخترق الجماعات السياسية ويستخدم الوسائل الغير نظيفة للوصول لأهدافه في بلد أوشكت على الانفجار بسبب تراكم المشاكل وتعقد الأزمات التي تحولت لإضرابات عمت مختلف القطاعات في المجتمع ولاتزال في بدايتها في ظل أزمة مالية عالمية انعكست بقوة على اقتصاد قام على الخدمات التي من الطبيعي أن تكون أول من تنعكس عليه الأزمات.
إن إطلاق سراح أيمن نور يمكن اعتباره البداية لسلسة من الإجراءات التي علينا أن نستعد لها وأن نتأهب للتعامل معها، وإن كان كل ذلك لا يقلل من فرحتنا بالإفراج عن أيمن نور وعودته لنا سالما، ةبل إن سنوات السجن لابد وأن تثري تجربته وخبرته .
إن هذه المشروعات والتغييرات التي نعتقد أنها بدأت الآن لا يعني مطلقا أننا نسلم بنجاحها أو وصول النظام للنهاية المرضية التي يتوقعها منها، لأن الشعب مل هذه النظام وسئم من ألاعيبه ومخططاته التي أوشكت على نهايتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق