الأحد، أغسطس 09، 2009

لو اراد العمال الانتصار فى معاركهم لابد لهم أن يدرسوا حياة الجراد ...

يوجد الكثير من المخلوقات فى الكون لابد لنا أن نتعلم منها لكى نصل الى تحقيق ما نحلم به من اتحاد و تضامن و وحدة بين عمال مصر " العامل : هو كل من يعمل عند صاحب عمل سواء كان فرد أو شركة أو الحكومة مقابل أجر " إذا تأملنا الحياة سنجد أنها قائمة على التكاتف والتعاون و العمل الجماعى بين المخلوقات جميعًا .
وقد وجه الله تعالى أنظار البشر للتفكر في النحل والنمل، وكيف تجري سنته سبحانه و تعالى فى تلك المخلوقات ؟؟ أنها تعمل على تحقيق مصالحها وهي في جماعات و ليست فرادى .
وما يجرى على هذه المخلوقات يجرى على البشر بكل أجناسهم ومذاهبهم ، إذ لا بد لهم من التعاون والتناصر و فى الحقيقة أن قوة الإنسان إنما تأتي - بعد إعانة الله له - عن طريق التضامن والاتحاد .
فـقوة شلال الماء ليست إلا قوة الكثير جدًا من قطرات المياه التي تسقط معًا .
و هذا درس من الجراد :- تلك الحشرة البسيطة الضعيفة ـ وتأمل معى ـ كيف تتحول إلى عملاق مرعب ضخم حينما تتحد مع غيرها من الجراد ويسيرون معًا في سرب واحد بتناسق لا يستطيع أحد أيقافها وانظر إلى ما كتبته منظمة الزراعة والأغذية بالأمم المتحدة حول الجراد ، في عام 1988 " تمكّنت اسراب الجراد من عبور المحيط الأطلنطي بأسره إنطلاقًا من موريتانيا إلى الإقليم الكاريبي فقطعت بذلك مسافةً لا تقل عن5000كيلومتر في عشرة أيام،حتي العلماء فقد تملكتهم بعض الحيرة ؛ إذ عادةً كل ليلة تهبط أسراب الجراد الطائرة للاستراحة من عناء السفر علمًا بأن الجرادة حشرة غير قادرة على السباحة فكيف تمكّنت هذه الحشود الهائلة من قطع تلك المسافة الشاسعة عبر مياه المحيط ؟ وسرعان ما توصل الخبراء الى السبب ، حيث وجدوا أن الحشود كانت تهبط في المحيط - على متن أيّ سفن فى الطريق و ان لم تجد سفن تهبط فوق سطح الماء ليضحى البعض منهم بنفسه من أجل استمرار الحياة لباقى السرب فما أن تغرق الأفراد الأولى من الجراد حتى تتحوّل إلى عوامات يستريح فوقها باقى السرب .
ومنذ فجر التاريخ تعيّن على البشرية أن تواجه عدوًا داهيةً لا يعرف الخوف ؛ سعى المزارعون والحكومات على مدى التاريخ ؛ إلى صدّ أسراب وحشود الجراد من ، جمع الحشرات ، وإحداث الضوضاء، ودفن الحشرات وحرقها وإطلاق الدخان لكن كلّ ذلك لم يحقق إلا أقل الأثر ؛ إذ أن حشود الجراد التي قد تمتدّ أحيانًا مسافات تصل الى مئات الكيلومترات في كتلة تضمّ ملياراتٍ من الأفراد ، تغلب و تهزم و تنتصر على ما عداها بسبب وحداتها و تفوقها العددي .
لقد استطاع الجراد أن ينتصر في معركته بفضل تعاون أفراده واتحادهم التام واستعداد أي فرد في السرب للتضحية بحياته لأجل الآخر .
و لكى ينتصر العمال لابد من اتحادهم و تضامنهم و التضحية من اجل تحقيق النصر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق