الجمعة، أكتوبر 23، 2009

وجـــــــه مشـــــرق و مشرف للعاملين بشركة مطاحن جنوب القاهرة و الجيزة

امام عبدالله
كتب ولاء نبيل ٢٣/ ١٠/ ٢٠٠9 المصرى اليوم
http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=6212095865608530244
600 جنيه راتباً : «إمام» و«المليون»... والشيطان ثالثهما
فرق كبير جداً بين ما يحصله يومياً وبين راتبه، ومع ذلك يشعر بالرضا التام عن حياته وعمله، ولم يفكر يوماً فى مد يديه إلى هذه الأموال الطائلة.
بحكم عمله صرافاً فى إحدى الشركات «مطاحن جنوب القاهرةو الجيزة »، يقوم «إمام عبدالله» بتحصيل ما يقرب من مليون و٢٠٠ ألف جنيه يومياً،وقد يتضاعف هذا المبلغ فى أيام العطلات الرسمية، حيث يستمر التوريد لخزانته رغم توقف البنوك التى يورد لها تلك المبالغ فى العطلات الرسمية، أما راتب «إمام» فلم يتجاوز ٦٠٠ جنيه، ومع ذلك يعيش راضياً بما قسمه الله له وسط أبنائه الأربعة فى منزل العائلة بالبساتين.
يعترف «إمام» بصعوبة مهنته كصراف، ولذا يضطر إلى إلقاء هموم أسرته وراء ظهره بمجرد أن يصل لمقر عمله، كى يتمكن من إتقانه أو على الأقل كى لا يتورط فى عجز بخزانته، فذات مرة - حسب روايته - فقد نحو ٥ آلاف جنيه من حصيلة خزانته أثناء توجهه لأحد البنوك لتوريدها،
ولم يجد «إمام» سوى الاقتراض من جميع الأهل والأقارب لتسديد المبلغ وتطور الأمر إلى عرض أثاث بيته للبيع، ليس فقط لتجنب المساءلة القانونية، بل للحفاظ على نزاهته وسمعته وسط زملائه، الذين يطلقون عليه «أمين الخزينة»،
حيث قال: «صلتى القوية بالله، النابعة من مواظبتى على أداء الفروض خاصة الصلاة، تجعلنى أواجه إغراء الملايين، التى أحملها بين يدى يومياً، ولأننى كأى بشر أسعى للتصدى لأى محاولة شيطانية لإغرائى أو استهوائى بالمال بالصلاة ركعتين بمجرد أن يحضرنى هذا الهاجس، فأحرص دائماً على تربية أبنائى بالحلال، حتى يكمل الله نعمته علىَّ بحفظهم لى».
مشاكل كثيرة وقع فيها «إمام»، أشهرها عندما قام أحد عملاء الشركة من أصحاب المخابز بتوريد مبلغ ٦٠٠ ألف جنيه بدلاً من ٥٥٠ ألف جنيه، وبمجرد اكتشافه الفرق اتصل بالعميل على الفور، وأخبره بما حدث، فجاءه صاحب المال مسرعاً ليتسلم الفارق فى اندهاش من تصرف هذا الموظف الحكومى الذى لم يقبل أن يمد يده إلى ٥٠ ألف جنيه، لا علاقة لها برقابة المسؤولين، ولذلك قرر صاحب المال مكافأته بمبلغ ألف جنيه على أمانته، كان بالنسبة له يساوى ملايين الدنيا.
التحاق أبناء «إمام» الأربعة بمختلف مراحل التعليم، بدءاً من الجامعى وحتى التعليم الأساسى، يجعله يتعرض كثيراً لأزمات مالية، خاصة عند بدء الدراسة، فيضطر إلى طلب سلفة من أرباحه السنوية أو من صندوق جمعية الخدمات، بعيداً عن ملايين خزانته.
يحرص «إمام» على ترسيخ مبدأ القناعة فى نفوس أولاده، وهو المبدأ نفسه الذى اكتسبه عن والده، الذى حفظ القرآن كاملاً قبل رحيله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق