الجمعة، أكتوبر 30، 2009

ما كتب عن المدونة فى احدى الصحف الكويتية

يشرفن ان انقل ما نشر عن المدونة فى صحيفة الطليعة الكويتية العدد 1815 بتاريخ 2 اكتوبر 2009
جرأة في الطرح وحرية في النشر .. لكن الحذر مطلوب
مدونات وعقوبات

كتب : ياسر ابوالريش

هي وسيلة للتعبير عن الرأي، بل اصبحت الرئة الاخرى للشباب لكي يتنفسوا من خلالها كما يؤكدون.
اغلبهم لا يكشف عن هويته لكن بعضهم يعلن عن نفسه صراحة قائلا حرية الرأي لا تقتل احدا ،ومع ذلك تبقى المفاجأة، أن هذه الحرية، نعم لا تقتل، بل تسجن صاحبها .
مدونات كشفت الفساد، وكان الجزاء، فصل وايقاف عن العمل، سجن واعتقالات، تهديد وانذارات وغيرها الكثير من المشاحنات .
وبذلك يخسر صلاح جاهين حينما قال «يا عندليب متخافش من كلمتك قل شكوتك واحك على بلوّتك. الغنا مش حيموتك لكن كتم الغنا هو اللي حيموتك». وكسب من قال ارفع رأسك و قل الحق ولكننا غير مسؤولين عمن يرفع رأسه ولا يعود لجسده مرة اخرى.
«الطليعة» في هذا العدد تلقي الضوء على بعض ما يحدث لهؤلاء المدونين:
تقول المدونة ميادة مدحت صاحبة مدونة مذكرات مواطنة مصرية والمنسق الإعلامى لحركة مناضلون من أجل الفقراء، المشرف على البرامج الثقافية والسياسية في قناة أحلامنا على الإنترنت، وكاتبة عمود أسبوعي في جريدة الشرق المغربية انها تجد في اسم مدونتها أكثر الأسماء تعبيرا عن محتوى المدونة، كما أنه يتفق مع رسالتها في التدوين وهي تسجيل شهادة من ضميري على الأحداث المعاصرة في مصر وقد حققت المدونة نجاحا كبيرا وفاق عدد زوراها 156 ألف زائر كما تم ذكرها على موقع CNN Arabic مرات عدة.

تنوع المدونين

وأكدت أن التدوين من أقوى وسائل المقاومة في الوطن العربي وذلك لأسباب عدة: أولها واهمها أن قبضة الأمن مازالت فاشلة في الاستحواذ على فضاء الانترنت بعكس الوضع في الشارع السياسي الذي تم تدجينه على يد أجهزة القمع، وثاني هذه الأسباب هو أن أغلب المدونين ينتمون الى فئة الشباب وهم عادة أكثر جرأة وأقل تقيدا بالموروثات البالية وعلى رأسها تقديس الحاكم. وثالث اسباب قوة التدوين يكمن في التنوع فالمدونون ليسوا فئة مهنية ولكنهم متنوعون كألوان الطيف فمنهم الطالب والعامل والعاطل ولذا تتنوع الموضوعات المطروحة في المدونات وتتميز مناقشتها بالجرأة بشكل يفوق ما يكتب في الصحف ويناقش في الإعلام المرئي والمسموع، فالمدون غالبا ما يكون حراً من أي انتماء حزبي أو سياسي يضطره إلى إخفاء الحقيقة أو جزء منها، كما يحدث مع بعض الكتاب الكبار للأسف .

المعارضة الحرة

وأشارت مدحت إلى انها لا تتمنى أن يتحول التدوين إلى سلطة ولو حتى سلطة معنوية فمكمن قوته هو وجوده خارجها لأن السلطة في وطننا العربي صارت وباءً، كما أن خندق المعارضة يكون أحيانا من أنبل المواقع التي يتبوأها الشرفاء في ظل سلطة خائنة او مستبدة. ولذا أفضل أن أطلق على التدوين اسم المعارضة الحرة أو التعبير الصريح بدلا من اسم السلطة الخامسة.
وأكدت أن السلطات تعترض دائما على التدوين وتحاربه اذا انتقد سياستها او فضح خطاياها، وقد حذرني الكثيرون من عواقب كتاباتي السياسية وخصوصا ضد قضيتي التوريث وتصدير الغاز المصري إلى اسرائيل.

باع طويل للتنكيل الأمني

ولقد كنت منذ فترة المتحدثة الرئيسة في ملتقى للمدونين للحوار في قضايا المرأة وكنا نجلس في حديقة مركز الابداع بالأوبرا لنفاجأ بالتضييق علينا ومحاولة طردنا من المكان أو تفريقنا عن بعضنا بحجة أن التجمعات ممنوعه أمنيا رغم أننا كنا نناقش قضية اجتماعية وليست سياسية.
وجهاز الأمن العربي بشكل عام والمصري بشكل خاص له باع طويل في التنكيل بأصحاب الرأي من المدونين وغيرهم. وعندنا في مصر قضايا صدرت فيها أحكام بالإدانه ضد مدونين بسبب ما كتبوه مثل الحكم الصادر في حق المدون كريم عامر وهناك مدونون تم اعتقالهم استنادا إلى قانون الطوارئ ومنهم محمد عادل وعبد المنعم محمود.

ضد إخفاء هوية المدون

وأكدت مدحت انها ضد كل من يخفي هويته مهما كانت الأسباب، فالرغبة في التعبير عن الرأي يلزمها بالضرورة إفصاح صاحب الرأي عن هويته، ولكي تكون صاحب رأي لابد أن تمتلك قدراً من الشجاعة لا أظن أن من يخفي هويته عن قرائه يمتلكها.
وأشارت إلى انها لمست نتيجة لتدويناتها ومنذ أشهر كتبت «تدوينة» بعنوان مصر في قطعة جاتوه وهو الادراج الذي لقي قبولاً غير عادي خارج مدونتي أكثر مما لاقاه على المدونة وخصوصا عندما تم اختيار الادراج في العدد الثاني من كتاب مدونات مصرية للجيب وقد صدر العدد بعنوان مقالي «مصر في قطعة جاتوه»!
وأوضحت انها عرفت معنى السعادة الحقيقية عندما تصدت لفضح واقعة تعذيب ممرضة بسيطة على أيدي ثلاثة من ضباط الشرطة وقد اجرت حواراً مع الضحية في مدونتي ونشر في جريدة الدستور وفي أكثر من مدونة أخرى وجاء الحكم بالادانة والسجن بعد أن أصبحت قضية رأي عام وهو ما أثلج قلبي وأشعرني بالانتصار.

عمال مصر

المدون المصري ناجي رشاد عبدالسلام الذي يعمل «امين مخزن» بشركة مطاحن ومخابز جنوب القاهرة يقول راتبي لم يتجاوز 400 جنيه ما جعلني اقوم برفع دعوى قضائية امام مجلس الدوله (القضاء الاداري) ضد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء و وزير التنمية الاقتصادية (رئيس المجلس القومي للاجور) كل بصفته من اجل وضع حد ادنى للاجور في مصر لجميع العاملين لا يقل عن 1200جنيه، والجلسة الثالثة لهذه القضية ستعقد يوم 29 سبتمبر الحالي، مشيرا الى عمال مصر من شركات وقطاعات مختلفة وكذلك من مؤسسات مجتمع مدني ومنظمات حقوقية، دعموا موقفي منذ الجلسة الأولى.

أخبار العمال

ولذلك قمت بعمل مدونة عمالية في ابريل 2008 «عمال مطاحن مصر» تهتم بنقل اخبار العمال وخاصة عمال مطاحن جنوب القاهرة واصبح العمال من خلالها على معرفة بما يحدث بالشركة اولاً باول، ومن خلالها وبسبب نشاطي العمالي قد اصبحت واحداً من القيادات العمالية بالشركة تم انتخابي لعضوية سكرتارية اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية والعمالية من خلال جمعيتها العمومية الممثلة في 18 محافظة مصرية.
واشار عبدالسلام الى أن التدوين أصبح اليوم شيئاً مهماً في حياتنا وخصوصا بالنسبة للعمال، فمن خلاله يعرفون ما يحدث في كل المواقع العمالية وقت حدوثه، نحن في مصر عندنا مجموعة من المدونين المهتمين بالشأن العمالي، ولقد اوجد التدوين نوعاً من التضامن بين العمال في مختلف المواقع وتم التعرف بين القيادات واثارة الاهتمام من جانب بعض المثقفين بالعمال وقد اكسب التدوين الحركة العمالية الكثير من الخبرات المكتسبة بين المواقع العمالية.

مضايقات بالجملة

وأكدعبدالسلام قائلا لقد تعرضت للكثير من المضايقات بسبب المدونة ومن ضمن هذه المضايقات، الكثير من التحقيقات من قبل القطاع القانوني بالشركة بسبب ما يقوم بطبعه رئيس قطاع الحاسب الالي بالشركة من تدوينات تكشف الفساد بالشركة على المدونة، وتم تعرضي لخصم 16 يوماً من راتبي في اربع وقائع مختلفة وقمت برفع دعاوي قضائية عدة ضد الشركة لالغاء تلك الخصومات وطلب الحصول على تعويض مناسب عن الاضرار التي لحقت بي بسببها وقد تبنى مركز هشام مبارك للقانون تلك الدعاوى .
كما تم تحويلي الى النيابة الادارية 5 مرات ولم توجه النيابة لي أي عقوبة ولكنها كانت تحفظ التحقيق وسوف احصل على شهادات من النيابة الادارية بتلك الدعوى من اجل رفع قضايا بسوء استخدام السلطة للقائمين على ادارة الشركة .

.. وصدر القرار

وعرض عبدالسلام تفاصيل ما يعتبره اهم موضوع كشفت عنه المدونة وتم وقفه عن العمل بسببه قائلاً: في اول ابريل الماضي نشرت مقالاً حول عدد من المخالفات المالية والادارية التي يقوم بها رئيس مجلس الادارة بالشركة ومن خلال مستندات حقيقية وموثوقة في محاضر مجلس الادارة. وبعدها بأيام قليلة فوجئت بالقطاع القانوني بالشركة يستدعيني ليحقق معي فيما كتبته والذي تداولته بعض المواقع الالكترونية والصحف التي اجرت معي بعض الاحاديث فيما كتبت عن وقائع الفساد تلك.
و بعد يومين وبالتحديد يوم 12 ابريل الماضي فوجئت برئيس مجلس الادارة والادارة القانونية بالشركة تقوم بإعداد محضر ضدي برقم 113738 واتهامي بنشر معلومات وبيانات تضر بالشركة والقائمين عليها و تؤثر على وضع الشركة بالبورصة ، وصدر قرار ايقافي عن العمل يوم 19 ابريل مخالفاً لقانون العمل الذي نص على الا تزيد فترة الايقاف عن 60 يوماً ولكن صدر القرار بالايقاف إلى حين صدور حكم نهائي بات «يعني ممكن حتى خروجى على المعاش» وبعد ايقافي بثلاثة ايام تم تشكيل لجنتين: واحدة فنية والاخرى قانونية من قبل وزير الاستثمار للتحقيق فيما نشر على المدونة والصحف.

عزل رئيس مجلس الإدارة

تابع عبدالسلام تأكد صدق مانشرت وتم ايقاف رئيس مجلس الادارة عن العمل كما قام بعض اعضاء مجلس الشعب بتقديم طلب احاطة عما يحدث بالشركة وقرار ايقافي عن العمل، وحث رئيس اللجنة الاقتصادية في المجلس بضرورة عزل رئيس مجلس الادارة ولكن رئيس الجمعية العامة للشركة وهو في الوقت نفسه رئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية التابعة له الشركة أصر على ضرورة عزل مجلس الادارة بالكامل، وتم عزل مجلس الادارة يوم 17 يونيو الماضي كما تم تعيين مفوض عام إلى حين إعادة تشكيل مجلس ادارة جديد، فكان من المفروض عودتي للعمل فورا.

الضوء الأخضر

واضاف لم يتم تهديدي من قبل الامن و لكن هناك اقاويل كان دائما يرددها رئيس قطاع الامن بالشركة ورئيس مجلس الادارة بان معهما الضوء الاخضر من قبل جهاز أمن الدولة على فصلي او ايقافي، وقد كتبت في المدونة رسالة بهذا المعنى الى ادارة الشركة والاجهزة الامنية.
وأشار عبدالسلام إلى انه في لحظات معينه قرر عدم كتابة اسمه لكنه«اكتشف زيف هذه الطريقة لان الأمن من السهل جدا ان يعرف مكان كتابة التدوينة وساعتها من السهل عليه الوصول إليه».

هل كل الصحف قوية؟!

بدوره يقول المدون الكويتي محمد اليوسفي: اعتقد ان المدونات وسيلة للنشر تشترك في ذلك مع الصحف والمجلات والقنوات التلفزيونية, والسؤال عن قوة هذه الوسائل يكون في محتوى ما تطرحه من آراء وأفكار وقضايا وليس بالمطلق, فهل كل الصحف قوية؟ وهل كل المجلات قوية؟ لا اعلم ولكن استطيع ان أشير الى كتّاب اقوياء. واعتقد ان هناك مدونين لهم قوة تأثير تتشابه مع قوة تأثير بعض الكتاب الصحافيين والوسائل الاعلامية الاخرى.
لكن حسب رصدي الخاص فالمدونون ينشطون في قضية ولا ينشطون في اخرى لذلك تأثيرهم يكون قوياً في قضية كـ «نبيها خمسة» وتعديل القوانين الرياضية ولكن تأثيرهم ليس قويا في قضايا أخرى.

سلطات رقابية

وأشار إلى ان السلطة تأتي من الصلاحيات, والسلطات الثلاث الاولى لها صلاحيات اما السلطة الرابعة وهي الصحافة والخامسة وهي المدونات او كتاب الانترنت فليست لديهما صلاحية معينة للقيام بعمل ومع ذلك نستطيع القول انها سلطات رقابية على السلطات الثلاث ولها القدرة على كشف الأخطاء والفساد الكامن في عمل بقية السلطات.
وأوضح انه لا يعتقد «اننا وصلنا اليوم الى مرحلة السلطة الخامسة و لكن في المستقبل اعتقد ان قوة كشف المدونات للحقائق ستزداد وسنصل الى اليوم الذي نرى فيه مدونين تكون لمقالاتهم قوة السلطة الخامسة من خلال كشف الحقائق و الأخطاء.

تطور خطير

وأكد اليوسفي ان السلطة او الحكومة لن تستطيع ان تلغي التدوين, الذي اصبح واقعاً، وكل ما يستطيعون فعله هو حجب مدونة ما سيعطيها اهمية كبيرة و دعاية لا يحلم بها المدون. وقال اذا فكرنا فيها بهذه الطريقة، لنفترض ان حكومة عربية فرضت على المدونين المحليين ان يكشفوا عن هوياتهم ومحاسبتهم قضائيا ان اخطأوا في التدوين، فما الذي ستفعله الحكومة تجاه مدون كوري يعيش في فرنسا ويبعث مقالاته عبر الايميل لصديقه الاسباني الذي يعيش في الارجنتين ويذهب الى انترنت كافيه لينشر المواضيع التي تمس أمن دولة عربية؟
كيف سيتم منعه او معرفته بالاساس؟
نحن امام تطور خطير في وسائل نقل المعلومات ومن الصعب السيطرة عليه.
وأكد خشيته من التعديلات الجديدة على قانون المطبوعات وما تخفيه من عقوبات للمدونين, وقال: لكن الى الآن كل هذه الأمور اشاعات ولم نر شيئاً على الواقع.
وانا شخصيا لا اخاف من هذه المحاولات البائسة لأنني اعرف حدودي الدستورية و قادر على الالتزام بها.

سرية الهوية

كما أكد اليوسفي أن من حق المدون ان يحتفظ بسرية هويته ان اراد ذلك، مردفاً لكن عندما افكر في الموضوع من زاوية عدالة الخصومة فأيضا اعتقد ان المسؤولية الادبية تحتم على المدون الافصاح عن نفسه عندما يهاجم الآخرين, فالعدالة تقول ان من حقي ان اعرف خصمي وان كان خصمي يرفض الاعلان عن نفسه فبالتأكيد هو خائف من ذلك ولديه شيئاً يخفيه.
ولكن هناك مدونيين يكتبون عن حياتهم الشخصية وهواياتهم الخاصة ولا يتعرضون للآخرين فما المانع من ابقاء هوياتهم مخفية؟
واشار إلى انه يدون الآن للسنة الرابعة، ويشير قائلا ان التدوين فتح امامي الكثير من الابواب وعرفني على الكثير من الاصدقاء ومن أمتع لحظات حياتي عندما اقابل اشخاصاً ويسألونني هل انت فلان؟ وعند الاجابة بنعم اجدهم يتكلمون بحماس حول ما اكتب من مواضيع وهذا شعور جميل يطمح إليه اي كاتب.

تنظيم مسلح

ويشير المدون المصري وليد صلاح إلى انه ينتمي سياسيا لحزب الكرامة تحت التأسيس وهو حزب ناصري وقد اختار اسم المدونة ثورة مصر تيمنا بتنظيم ناصري مسلح ظهر في ثمانينيات القرن الماضى استهدف العاملين في مجال التجسس على مصر تحت ستار
العمل الدبلوماسي في سفارة الكيان الصهيوني.
وقال اهتم في مدونتي بكل ما يخص الامة العربية من مشاكل من متابعة الشان الفلسطيني وغيرها كما اهتم باوضاع مصر الداخلية من فساد واهمال ودعوة للفتنة الطائفية وهو ما تعاني منه مصر حاليا ولا تخلو مدونتي من الانسانيات التي تبتعد عن السياسة وتغوص في العلاقات الانسانية التي تجمعنا بمن حولنا كما انشر اعمالي الصحافية ولكن بصورة غير منتظمة.

جراءة في الطرح

وأكد ان للتدوين قوة في الوطن العربي والا لما خافته الانظمة العربية وضيقت عليه الخناق واعتقلت المدونين كما حدث في مصر مع مدونين عدة منهم على سبيل المثال لا الحصر عبدالعزيز مجاهد صاحب مدونة استراحة مجاهد ومحمد عادل صاحب مدونة العميد ميت وعلاء سيف صاحب مدونة علاء ومنال وغيرهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق